مرّ هذا العام من عمري ما بين العبث والاعتياد ولكن هناك محطات عزيزة عليّ لم ولن أنساها بعضها كانت في جهد وكدّ وبعضها الآخر في حب و وئام. بل معظمها في حب ومودة بفضل الله وكرمه، وهذا ما أنوي تدوينه وتذكره بهذا اليوم وهذا العام تحديدًا. لأن هذا الحب هو ما ساعدني وجعلني أواجه ذاتي بمواقف عديدة ،جعلني أتصالح أكثر مع صراعات القلق تصالح ينتهي إما بتجاهل أو بقناعة وإما باستسلام. أظن أن الأمر كله يعود للوحدة فقد كنت أواجه مخاوفي وحدي ،واليوم صرتُ أشاركها أحدهم أشاركه وكأنني أتحدث مع نفسي. أصبحت الخفة أمر معتاد لأنني أتكئ على كتفٍ أمين،بكل مرة تعود مخاوفي يجعلني أشعر بقدرتي على تجاوزها بكل يسر وإن فشلت يجعلني أشعر بأن لا شيء يستحق بحياة نهايتها الموت! لصاحبي هذا السحر وبعينيه سخرية ضاحكة تجعل الذي أمامه يؤمن بما يقول . لديه هالة تجعلني أمضي معه وكأننا شخص واحد،فالجرأة واللامبالاة والزهد والأنَفة تسربت منه إليّ وصرتُ مثله أمضي بخفة وكأن العالم كله خلفنا بكل مرة يذكرني "الحياة نعيشها مرّة وعلينا خوضها بكل ما تأتي به"،هذا العام مررت بتجارب فقد وكدّ ،كلها جعلتني أدرك أن الزمن جبار وعصيّ وأن
تدوينة ديسمبر المعتادة،تأجلت عشرات المرات وهأنا أتيقن بكل مرة أن هذا الفعل يجعلني أفقد الكثير. أتذكر الشعلة الزرقاء التي رسمها جبران لميّ زيادة. لا أدري ما السبب وما علاقتها بيّ. ولكن أشعر أن هذه حالتي مع الكتابة مادامت اللحظة حاضرة والشعور والمشهد فالإلهام يتّقد والحاجة الملحة لذلك تشتتني عن الواقع. وبكل مرة أترك تلك اللحظة تخبو الشعلة بداخلي وأصبح هشة والقلق يزداد وكما قال كيركجارد هو الذي أضلني في السنوات القليلة الماضية أصبحت الحياة تتسارع معي وكأنما هناك أحد ما يعيشها بدلاً مني. اتخذت قراراتٍ عديدة للرحيل من مراحل ومحطات والقدوم إلى أخرى مختلفة تمامًا عمّا أفكر به وأتوقعه ولله الحمد معظمها كانت تستحق القدوم إليها وهذا العام تضمن بعض من هذه القرارات قبل نهايته هل فعلاً الإنسان مُسير لا مُخير؟ ما زلتُ بكل مرة أبحث عن إجابةٍ لهذا التساؤل الشهور الثلاثة الأخيرة ضربت كل العالم بعرض الحائط مع ماحدث بغزّة وما زال يحدث، أمرٌ مريع أن تتيقن بأن البشرية وكل حضاراتها وكل فظاعتها بالتاريخ لم تزل على ماهي عليه من وحشية وهيمنة حتى هذه اللحظة. الآن أتذكر كتاب "الخوف السائل" لباومان،هذ