التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

ابريل الميلاد: في لُجّة الزمن

مرّ هذا العام من عمري ما بين العبث والاعتياد ولكن هناك محطات عزيزة عليّ لم ولن أنساها بعضها كانت في جهد وكدّ وبعضها الآخر في حب و وئام. بل معظمها في حب ومودة بفضل الله وكرمه، وهذا ما أنوي تدوينه وتذكره بهذا اليوم وهذا العام تحديدًا. لأن هذا الحب هو ما ساعدني وجعلني أواجه ذاتي بمواقف عديدة ،جعلني أتصالح أكثر مع صراعات القلق تصالح ينتهي إما بتجاهل أو بقناعة وإما باستسلام. أظن أن الأمر كله يعود للوحدة فقد كنت أواجه مخاوفي وحدي ،واليوم صرتُ أشاركها أحدهم أشاركه وكأنني أتحدث مع نفسي. أصبحت الخفة أمر معتاد لأنني أتكئ على كتفٍ أمين،بكل مرة تعود مخاوفي يجعلني أشعر بقدرتي على تجاوزها بكل يسر وإن فشلت يجعلني أشعر بأن لا شيء يستحق بحياة نهايتها الموت! لصاحبي هذا السحر وبعينيه سخرية ضاحكة تجعل الذي أمامه يؤمن بما يقول . لديه هالة تجعلني أمضي معه وكأننا شخص واحد،فالجرأة واللامبالاة والزهد والأنَفة تسربت منه إليّ وصرتُ مثله أمضي بخفة وكأن العالم كله خلفنا بكل مرة يذكرني "الحياة نعيشها مرّة وعلينا خوضها بكل ما تأتي به"،هذا العام مررت بتجارب فقد وكدّ ،كلها جعلتني أدرك أن الزمن جبار وعصيّ وأن
آخر المشاركات

الحياة ما بين الشر والخوف و الاعتياد

تدوينة ديسمبر المعتادة،تأجلت عشرات المرات وهأنا أتيقن بكل مرة أن هذا الفعل يجعلني أفقد الكثير. أتذكر الشعلة الزرقاء التي رسمها جبران لميّ زيادة. لا أدري ما السبب وما علاقتها بيّ. ولكن أشعر أن هذه حالتي مع الكتابة مادامت اللحظة حاضرة والشعور والمشهد فالإلهام يتّقد والحاجة الملحة لذلك تشتتني عن الواقع. وبكل مرة أترك تلك اللحظة تخبو الشعلة بداخلي وأصبح هشة والقلق يزداد وكما قال كيركجارد هو الذي أضلني في السنوات القليلة الماضية أصبحت الحياة تتسارع معي وكأنما هناك  أحد ما يعيشها بدلاً مني. اتخذت قراراتٍ عديدة للرحيل من مراحل ومحطات والقدوم إلى أخرى مختلفة تمامًا عمّا أفكر به وأتوقعه ولله الحمد معظمها كانت تستحق القدوم إليها وهذا العام تضمن بعض من هذه القرارات قبل نهايته هل فعلاً الإنسان مُسير لا مُخير؟ ما زلتُ بكل مرة أبحث عن إجابةٍ لهذا التساؤل  الشهور الثلاثة الأخيرة ضربت كل العالم بعرض الحائط مع ماحدث بغزّة وما زال يحدث، أمرٌ مريع أن تتيقن بأن البشرية وكل حضاراتها وكل فظاعتها بالتاريخ لم تزل على ماهي عليه من وحشية وهيمنة حتى هذه اللحظة. الآن أتذكر كتاب "الخوف السائل" لباومان،هذ

ابريل الميلاد: الزمن ينتصر

قبل أن أكتب هذه التدوينة قرأت تدوينة ابريل الماضي،حتى أتذكر مالذي حصل بالأشهر الماضية ،حقيقة لا أدري كيف مرّت هذه السنة . منذ ابريل الماضي وحياتي تمضي بلا أية هوادة . لقد كان عامًا مزدهرًا جدًا بالنسبة لي ،مزدهرًا بالحب والرضا والطمأنينة،بالسكينة والحمدلله وإن كانت تزورني حالات قلق لأمرٍ ما زلتُ أجتهد في نيله ولكني أتلاشاه بأيام العبث والخفة المطلقة . حينما اقترب يوم ميلادي أدركت أن الزمن يمضي ولستُ بقادرة على عقد هدنةٍ معه . كما اعتدت بأعوامي الماضية مرةً قلتُ لنفسي هي محسوبة إلى أجل مسمى أعني الهدنة التي يغتالني فيها الزمن وأصبح بين الناس كائن ضبابي . كنت بذلك الوقت أقضي أيامها بجلد الذات ومراتٍ بالسكينة والرضا التام وبعضها بالعبث واللامبالاة . أمضيها بعزلة غير مرئية قد يصل بي الحال إلى هذيان مضنٍ ولا أطيق حالتي تلك،ولكني بالنهاية أخرج منها بنفسٍ خالصة من القلق والريبة . اليوم أشعر بأنني استسلمتُ لهاجس الزمن الذي رأيته كائنًا حيّ بالما

الحب ما بين الخفة والفناء

لقد أثمرت الآلام عزيزي ريلكه وما ظننتها يوما ستأتي.أعيش هذه الأيام بسكينة وخفة،تلك الخفة التي جاهدت في نيلها والتمسك بها.كله بفضل رفيق ارتبطت به مؤخرًا. لقد علمني الخفة بكل موقف واجهناه وبجملة واحدة استطاع أن يعلمني : "الموت هو الحقيقة الوحيدة بالحياة".  بكل موقف أجد عقيدة السخرية لديه تهزم قلقي ببساطة! وأتذكر حينها كيركجارد عندما قال "إنه القلق هو الذي أضلني" وأقول لنفسي ربما هذا هو الأفضل،لا بد أن أمضي على نهج رفيقي.مضت أربعة أشهر ولم يغلبني القلق ولكن ببعض اللحظات يغزوني هاجس الزوال الذي كتب عنه فرويد بأحد مقالاته وبكل مرة يزورني هذا الهاجس أردد ما قاله الأغريقي بندار : "يا نفسي لا تتوقي إلى المطلق بل استنفذي كل حيّز الممكن" وعلى هذا المنوال أواجه القلق الفائض وأمضي. September 2022  سألتني صديقة كيف استطاع رفيقي فعل كل هذا بزمن قصير وقد أمضيت سنوات في سبيل السيطرة عليه، وأجابت عني بقولها ربما هو الحب. سألت نفسي ذات السؤال ترى هل هو الحب؟ من ناحيته هو كذلك فأنا أراه بعينيه قبل أن ينطق وأراه بمواقفه وبأدق التفاصيل، ألم يقل تولستوي : "أكثر الناس قدرة

ابريل الميلاد: تزجية الأيام

لأول مرة يصادف يوم ميلادي أول أيام شهر رمضان المبارك، استيقظت  الساعة ٥ فجرًا على صوت والدي أنا وأخي لنُعدّ رحالنا للديار .كانت رحلة لثمان ساعات، بعد أن أجرى والدي عملية تكللت بالنجاح ولله الحمد.قبلها بأسبوع كنت برحلة قصيرة لإجراء اختبار قبول الماجستير. كانت بالفعل أيام حافلة وكنت أجاهد أحيانًا لأبقى يقظة لما حولي وأحيانًا كثيرة كنت بحالة يقظة هستيرية.  والآن أظن أنني سأجعل تدوينة ابريل كمذكرات أحتفظ بها لنفسي ولذاكرتي في مواجهة الزمن .لنرى ما الذي يستحق أن يُكتب منذ ابريل الماضي. بداية يونيو وضعت خطة دراسة لهدف واحد ولكنه يفتح لي أبواب لرغبات كثيرة أبقيتُها صامتة لزمن طويل. صامتة لأسباب عديدة أولها الخوف وآخرها اليأس وقلة الحيلة .لذلك جازفت بما لا أُطيق تحمله ومضيت. كانت الأمور تتوالى تباعًا بعضها استرسل معي والبعض الآخر وصل تعقيده لحالة هذيان مُضنٍ.  بأوقاتٍ كثيرة كنت لا أدرك ما فعلته إلاّ من بعد تجاوزه بزمن لا يُذكر. مثل استقالتي من العمل ومن ثم حصولي فجأة على عمل آخر أفضل منه بعشرات المرات، وهو ما لم أسعى إليه بمقدار ربع ما اجتهدت بتلك الأولى. ورغم ذلك الثناء الذي وجدته بال

أنتِ مُتأخرة

                       Twenty-five Twenty-one 2022 تكررت عليّ هذه الكلمة ثلاث مرات، بهذا الصباح وهي آخر كلمة أذكرها  من أحدهم، وما زالت تتردد بذات الأثر بفكري كل يوم. أكثر ما يزعجني ويضيق نفسي من عامة الناس الذين نلتقيهم، ربما مرة واحدة بالحياة كلها نلتقيهم لأسباب معينة. معظمها إجراءات روتينية بمكان عام أو أخرى قانونية مثلما حصل معي هذا اليوم. الموظفة التي قابلتها هذا الصباح كانت مبرمجة على إسكات المراجع حالما يبدي مشكلته، كانت تنظر إليّ كعلبة تحتاج التغليف والتصدير للمحطة التالية أو كمنتج تالف لابد من رميه بسلة المهملات. حتى تنهي عملها وتُخرس أي شيء آخر يعطلها عن الخروج من العمل بأسرع ما يمكن .هكذا جعلتني أشعر تمامًا.   في الأسبوع الماضي جاوبتني موظفة أثناء اتصالي بالخدمات البنكية، كانت طوال المكالمة التي استغرقت عشر دقائق تعتذر عن التأخير بسبب عطل بالنظام، اعتذرت مني أكثر من مرة رغم أنه عطل عام خارج عن إرادتها. ورغم أن الإجراء كان يستدعي استلام العميل رسالة تتضمن رقم السويفت الخاص بالحساب، كانت تنتظر حتى تتأكد من استلامي له. وبعدما انتهينا لم تستطع اغلاق الخط بسبب العطل واعتذ

2021: الآمال الكبرى

 أصبحت تدوينة نهاية العام أمر إلزامي لا أعلم لماذا أثقل على نفسي بكتابتها،رغم أنني عادة كباقي الناس أفكر بماذا فعلت طوال السنة وما أهم إنجازاتي و إخفاقاتي .بنهاية 2018 فكرت بهذه العاطفة التي تجعل معظمنا ينجرف لا إراديًا إليها.ووصلت لقناعة بأن هذه طبيعة بالبشر لا يستطيع أكثرهم مقاومتها.ورغبت بأن أكون من أولئك القلة من لا يكترثون بالزمن وجريانه .لعل وعسى أن يتحقق الرجاء بالأمس كنت أقرأ عن فيلسوف الأخلاق "سبينوزا" لقد عاش حتى يومه الأخير في حياته هادئاً غاية الهدوء،لا يكترث بالماضي ولابالمستقبل ،فقط لأنه يؤمن أن الجهل وحده من يجعلنا نظن أن بإمكاننا تعديل ما هو ثابت ثباتًا مستقلاً لا تعديل فيه وهذا برأيه هو افتقار للحكمة . كانت نظرته تستهدف تحرير الناس من هاجس الخوف والرجاء: "فالرجل الحر لا يفكر في ما هو أدنى من الموت،وحكمته هي تأمل لا في الموت وإنما في الحياة" لقد كان مخلصاً إخلاصاً تامًا لهذا الاعتقاد وظل يمارسه بحياته ولم يُذكر بأية مناسبة أنه قد فقد ذلك الهدوء.وحتى بالجدال لم يخنه هدوءه بل كان لطيفاً معقولًا ويبذل قصارى جهده في الإقناع ،وهكذا كان في يومه الأخير. يدي