قبل أن أكتب هذه التدوينة قرأت تدوينة ابريل الماضي،حتى أتذكر مالذي حصل بالأشهر الماضية ،حقيقة لا أدري كيف مرّت هذه السنة.
منذ ابريل الماضي وحياتي تمضي بلا أية هوادة .لقد كان عامًا مزدهرًا جدًا بالنسبة لي ،مزدهرًا بالحب والرضا والطمأنينة،بالسكينة والحمدلله وإن كانت تزورني حالات قلق لأمرٍ ما زلتُ أجتهد في نيله ولكني أتلاشاه بأيام العبث والخفة المطلقة.
حينما اقترب يوم ميلادي أدركت أن الزمن يمضي ولستُ بقادرة على عقد هدنةٍ معه.كما اعتدت بأعوامي الماضية
مرةً قلتُ لنفسي هي محسوبة إلى أجل مسمى أعني الهدنة التي يغتالني فيها الزمن وأصبح بين الناس كائن ضبابي.كنت
بذلك الوقت أقضي أيامها بجلد الذات ومراتٍ بالسكينة والرضا التام وبعضها بالعبث واللامبالاة.أمضيها
بعزلة غير مرئية قد يصل بي الحال إلى هذيان مضنٍ ولا أطيق حالتي تلك،ولكني بالنهاية أخرج منها بنفسٍ خالصة من القلق والريبة.
اليوم
أشعر بأنني استسلمتُ لهاجس الزمن الذي رأيته كائنًا حيّ بالماضي واستفزني صوته.وهذا
الاستسلام لا يعني أنني تركتُ نفسي،على العكس لقد وصلتُ لحال أعلم فيها أن لا مجال من الهزيمة أمامه.ولكن
على الأقل لأحظى بأيام قريرة العين قبل زوالي، ولأعيش بتلك الخفة التي لطالما ابتغيتها بالسر والعلن.
بسبتمبر الماضي أمسك يدي رفيقي ،وجعلني أحب نفسي أكثر وأقدرها وجدتُ أن ذلك يستحق العيش بدلاً من تحدي الزمن ،عشتُ برفقته ضحكات نسيتها وسخريات ظننتُ أنني لن أجد من يشاركني إياها يومًا.أدركتُ
أن لحظة نقضيها بصمت ونتأمل فيها زوال الدنيا ومن عليها هي ما تستحق العيش لأننا سنرحل يوما ويأتي من بعدنا من يتأمل ويتأمل وهكذا الزمن ينتصر.مثل
هذه اللحظة لن أتركها ترحل وسأفعل كما قال ديلان توماس في تحدي فناء الوجود والزوال: "لن أمرّ بهدوء في تلك الليلة الجيدة ولكني سأواجه بشدة اختفاء الضوء"
سأُحب وأضحك وأصرخ ..سأبكي وأفقد ويفتقدني الآخرون
وسيظل الزمن يمضي وينتصر بنهاية المطاف.
ولكن على الأقل سأقول أنني عشت وتأملت انتصار الزمن بكل شجاعة فعلتُ كل ذلك وأنا أعلم أنني مهزومة .
اليوم أعيش الحب مع رفيقي وهذا هو انتصاري .
تعليقات
إرسال تعليق