التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ابريل الميلاد: الزمن ينتصر

https://drive.google.com/uc?export=view&id=1p7y3Ab4OVq2qwIpSJsQjKdHekvItL9Ah
https://drive.google.com/uc?export=view&id=1UVTm1e-0tRG6Tf0jZmRGR8ZSfM3OyBBI

قبل أن أكتب هذه التدوينة قرأت تدوينة ابريل الماضي،حتى أتذكر مالذي حصل بالأشهر الماضية ،حقيقة لا أدري كيف مرّت هذه السنة.

منذ ابريل الماضي وحياتي تمضي بلا أية هوادة .لقد كان عامًا مزدهرًا جدًا بالنسبة لي ،مزدهرًا بالحب والرضا والطمأنينة،بالسكينة والحمدلله وإن كانت تزورني حالات قلق لأمرٍ ما زلتُ أجتهد في نيله ولكني أتلاشاه بأيام العبث والخفة المطلقة.

حينما اقترب يوم ميلادي أدركت أن الزمن يمضي ولستُ بقادرة على عقد هدنةٍ معه.كما اعتدت بأعوامي الماضية

مرةً قلتُ لنفسي هي محسوبة إلى أجل مسمى أعني الهدنة التي يغتالني فيها الزمن وأصبح بين الناس كائن ضبابي.كنت

بذلك الوقت أقضي أيامها بجلد الذات ومراتٍ بالسكينة والرضا التام وبعضها بالعبث واللامبالاة.أمضيها

بعزلة غير مرئية قد يصل بي الحال إلى هذيان مضنٍ ولا أطيق حالتي تلك،ولكني بالنهاية أخرج منها بنفسٍ خالصة من القلق والريبة.
اليوم

أشعر بأنني استسلمتُ لهاجس الزمن الذي رأيته كائنًا حيّ بالماضي واستفزني صوته.وهذا

الاستسلام لا يعني أنني تركتُ نفسي،على العكس لقد وصلتُ لحال أعلم فيها أن لا مجال من الهزيمة أمامه.ولكن

على الأقل لأحظى بأيام قريرة العين قبل زوالي، ولأعيش بتلك الخفة التي لطالما ابتغيتها بالسر والعلن.


بسبتمبر الماضي أمسك يدي رفيقي ،وجعلني أحب نفسي أكثر وأقدرها وجدتُ أن ذلك يستحق العيش بدلاً من تحدي الزمن ،عشتُ برفقته ضحكات نسيتها وسخريات ظننتُ أنني لن أجد من يشاركني إياها يومًا.أدركتُ

أن لحظة نقضيها بصمت ونتأمل فيها زوال الدنيا ومن عليها هي ما تستحق العيش لأننا سنرحل يوما ويأتي من بعدنا من يتأمل ويتأمل وهكذا الزمن ينتصر.مثل

هذه اللحظة لن أتركها ترحل وسأفعل كما قال ديلان توماس في تحدي فناء الوجود والزوال: "لن أمرّ بهدوء في تلك الليلة الجيدة ولكني سأواجه بشدة اختفاء الضوء"


سأُحب وأضحك وأصرخ ..سأبكي وأفقد ويفتقدني الآخرون

وسيظل الزمن يمضي وينتصر بنهاية المطاف.

ولكن على الأقل سأقول أنني عشت وتأملت انتصار الزمن بكل شجاعة فعلتُ كل ذلك وأنا أعلم أنني مهزومة .


اليوم أعيش الحب مع رفيقي وهذا هو انتصاري .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رفاهية القلق

قد تصبح الحياة عادية ولا شيء فيها يجعلنا نستيقظ بالغد، ما الذي يعزز هذا الشعور بالواقع؟ مرت ثلاثة أشهر على هذا الحال،أقول لنفسي كل يوم هل هذا الشعور عادي، أهو ملل أم اكتفاء أم هو اليأس! في كل مرة أريد إنجاز مهمة بسيطة من جدول العمل أجدني أنهض من على الكرسي وأذهب لأبحث عن أي شيء يجعلني لا أعود للمكتب، على الرغم من إدراكي أنني سبق وعشت مثل هذه المشاعر من قبل و لا سيما في بدايات الخطط طويلة المدى ،إلا أن الأمر هذه المرة مختلف. فقد كان يلازمني شعور ثقيل جدًا ، جلد للذات وخوف من فوات الفرص وتعب التأجيل، كنت أؤنب نفسي كثيرًا ،كان شعورًا مرهقًا بالفعل ولكنه كان يجبرني على البدء بالعمل وإنجاز المهام. هذه المرة لا أجد هذا الشعور بداخلي، أحاول أن أجد شيء ما يجعلني أعود لتلك الحساسية المفرطة اتجاه الزمن وسيلانه،والخوف من الاعتياد على حياة العبث،أحاول ولم أجده. ألاحظ مؤخرًا أنني صرت أشبه الكثير من النساء من حولي، كلما كنت بينهن أتذكر السنوات التي قضيتها من عمري وأنا أمقت حياتهن وهذا النمط الممل والكئيب من العيش،كنت أشعر أنها حياة خالية من حب الذات، حياة مليئة بالحسرة والندم على فوات الفرص.ولكن...

أبريل الميلاد: ولادة جديدة

منذ عام ٢٠٢٠ بكل شهر أبريل اعتدت تدوين ذاكرة سريعة أعود بها للوراء. ذاكرة أقتفي بها أثر تجارب جعلتني أفهم ذاتي وتصوري لما حولي، تجارب عشتها وتجاوزتها منذ الثاني من أبريل السابق وحتى الثاني من أبريل الحالي.  العام الماضي كان عامًا حافلاً اجتماعيًا ومهنيًا، واجهت فيه ما لم أتوقع أنني قادرة على مواجهته، وإن كانت النهايات مغايرة عما بذلته يكفي أنني تعلمت أن أصبح أكثر هدوءًا وأن أرفق بنفسي قبل كل شيء.   عمومًا هذه المرة لا أريد أن أتذكر إلا أمرًا واحدًا فقط، الأمر الأكثر أهميةً وثباتًا في ذاكرتي. حدث في سبتمبر الماضي وها هو اقترب تمامه، أمرٌ كنت أنتظره منذ عامين، انتظرته بين رجاء وخوف. هو موعد لقاء مع حلم يكبر بداخلي، لقائي مع طفلي الأول .أرجو أن تمضي أيامه المتبقية بكل خير وطمأنينة.  ما بين الخوف والفرح:  "الإنجاب" لطالما كنت أخاف هذا الأمر وقد كان سببًا في تجنبي الارتباط لسنوات. أن أصبح أُمّا لأحدهم وأن أجلبه لهذه الحياة ليس بالأمر السهل أبدًا، بكل مرة أفكر بذلك أتذكر مقولة "فرانز كافكا" لا يحضرني النص ولكنه عنى أن التربية أصعب مهمة تواجه الإنسان وقلما ...