التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ازدواجية تولستوي و عقدة الزواج

"لم أكن أتوقع أن يقودني فكري إلى حيثُ وصلت الآن.هالتني استنتاجاتي .أردتُ ألا أؤمن بها؛لكني لم أفلح في ذلك،و مهما تكن متناقضة مع النظام القائم،و مع ما آمنت به و قلته من قبل، إلا أني مضطر أن أسلّم بصحتها"

تولستوي هنا يشرح لملايين الناس عن المشكلة التي أثارها في قصة (سوناتة لكروتزر) و ذلك بناء على طلبهم،حاول أن يعبر بأكبر قدر ممكن من الإيجاز عن جوهر القصة بحسب رأيه و استنتاجاته .و الاقتباس السابق ليس إلاّ جزء بسيط من الربع ما قبل الأخير من رده الكامل.

هاهو ليف تولستوي يقف أمامك و بتلك الصورة الجامدة ، واضعاً باطن كفيه تحت حزامه،يستفتح نص قصته بكلمات المسيح الشهيرة التي نقلها "متى" 5-28
"أما أنا فأقول لكم: إن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه"
فقال له التلاميذ: إن كانت هذه حال الرجل مع امرأته فالأولى له ألاَّ يتزوج ! فقال لهم: ليس الجميع يفهمون هذا الكلام،بل أولئك الذين أوتوا أن يفهموا وحدهم،فإن من الخصية من ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم،و منهم من خصاهم الناس،و منهم من صانوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات،فمن استطاع أن يفهم فليفهم ! " متى 19 (10-12)










.



سوناتة لكروتزر 1889-1891:
قراءة مثل هذا العمل جدير بأن يجعلك تصل لأقصى حالات الشك و الخوف و حتى الإزدراء،الإزدراء من نفسك و من  الجنس البشري و عاداته و رغباته .
مقدمة ألكسندر .ف.سولوفييف أعطت صورة كاملة للأسباب التي أدت لولادة هذا العمل، و خاصة لعنوان القصة.ففي صيف 1887 عزف ابن تولستوي بصحبة عازف الكمان "فلاديمير لاسوتا" سوناتة بيتهوفن 
"فيالها من شيء مروع،تلك الموسيقى"
https://youtu.be/mUWcyDEvsYA 
و قد اهتز تولستوي حتى بكى و اضطر إلى النهوض و الدنو من النافذة ليحاول إخفاء اضطرابه . و بعد بضعة أشهر روى له الفنان "اندريف بورلاك" كيف أن مجهولاً قص عليه في قطار أثناء الليل ،قصة شقائه بسبب خيانة زوجته.
وقتها كان تولستوي قد تجاوز الستين و تحديداً بعد أزمته الدينية و الأخلاقية التي جعلته يكفر الفن و الموسيقى بالذات.بدأ في نفس السنة بكتابة "سوناتة لكروتزر" 
أجد أن هذا العمل سبب لي صدمة تختلف عن غيرها في كل قراءات تولستوي. كتابه "ما هو الفن" 1897-1898 كان الصدمة الأولى،و لكن ليس بمثل هذا التأثير ،و قوة العاطفة و الخشونة الملتهبة. كنتُ في كل نقلة بداخله أتخيل ملامح تولستوي الغاضب،و عيناه .. و كأنه يعض على أسنانه و يحاول إخفاء هوية الزوج الحقيقي وراء هذا كله.تخيلتُ أنه كتب المسودة الأولى للقصة في ليلة واحدة و هو بذات الحالة ،حتى يتخلص منها.



ربما أن السبب يعود للتعليق الذي كتبته صوفيا أندرييفينا في يومياتها 29 يناير 1891 عندما كانت تصحح طباعة القصة،و الآخر في 12 فبراير و على أثر خصام بينهما كتبت : "لقد جرحني جرحاً عميقاً جداً بقصته الأخيرة ،أمام أعين الناس جميعاً...بأية طريقة و لماذا يريدون أن يروا علاقة بين سوناتة لكروتزر،و حياتنا الزوجية ؟ لست أدري ،لكن هذا مؤكد. فكل واحد،بدءاً من الامبراطور و انتهاء بأخي ليف،دون أن ننسى خير صديق له"دياكوف" كل الناس مجموعون على الرثاء لي. أحسست في أعماق قلبي أن هذه القصة موجهة ضدي،و أنها تجرحني جرحاً عميقاً،و أنها حقرتني في أعين الناس جميعاً،و أنها دمرت كل ما احتفظنا به من حب كلانا للآخر.و هذا ...دون أن آتي طوال حياتي الزوجية،بأية حركة،و دون أن ألقي أية نظرة يمكنهما أن يجرّماني في عيني زوجي"












إذن من المذنب هنا؟ مزاج تولستوي الصعب ،شبابه الجامح أم أزمته الأخيرة التي خرجت بمسار أدبي يكاد تولستوي يكون فيه مبشر بأفكار مسيحية تقوم على قانون لا يستطيع إلاّ قلة من البشر اتباعه للوصول للمثل الأعلى بكل نقائه ...كما تحدث 
في ذيل الكتاب.

أعترف بأنني قد عشت حالة تناقض غير مفهومة بعد قراءة القصة،و خاصة أن  أحد الأصدقاء _و هو صديق  تولوستياني بجدارة_نصحني  بقراءة "السعادة الزوجية" قبل عدة أشهر و ذلك نتيجة نقاش عن علاقة صوفيا بزوجها و عن الزواج و أثره بحياة الكاتب بشكل عام.

و ما حدث أني قرأت السوناتة ثم السعادة ،لحظتها دخلت بحالة مشوشة بين  ازدواجية تولستوي و الزواج و أثر علاقته بصوفيا و تزامن القصتين مع علاقتهم.







السعادة الزوجية  1859:
صدرت القصة قبل زواج تولستوي و صوفيا بثلاثة أعوام(1862)،لكن عندما تقرأها تلاحظ الشبه الواضح لهذه العلاقة!
"ماري" في السعادة الزوجية كانت بعمر السابعة عشر.تنحدر من عائلة أرستقراطية ،تحب القراءة و الفن و تهوى  الموسيقى.
كذلك  كانت صوفيا. "سرجي" كان بعامه 36.مثلما كان تولستوي في سن مقارب له.و كانت حياته بالريف يهتم بشؤون الأراضي و الفلاحة .يعتزل بمكتبه ليعمل و قد يمضي للمدينة ليقضي بعض أعماله.
و الشبه يتجلى في سنوات الزواج الأولى لحياة الكاتب .بعد كل تلك العواطف و السعادة المقدسة ..يبدأ الفتور لتتغير الحالة و تصبح أكثر هدوءاً،نتيجة فجوات متتالية تبعها صمت من كلا الطرفين.

الغريب أن تولستوي يتحدث بضمير المرأة في كل العمل...و يصف مشاعرها و يحرضنا على الشك بأنها تتوق إلى انفعالات و مخاطر قد تؤدي للضرر بزواجها.رغم أنها كانت شابة ترجو حياة ساكنة و أحلامها لا تتجاوز سعادة زوجها و تربية أطفالها.تعود و تضطرب و تبحث عن حياة صاخبة تستنفذ فيها كل طاقتها و فورة شبابها ،و عبثاً تتجاهل كل ذلك و كأنه شيء مخزٍ ،و الأهم أنه في ظل هذه الفوضى كان حبها لزوجها يزداد أكثر فأكثر...و لكن الزوج لا يبوح بأية علامة ثابتة  عن حبه..ففي النهاية يسلّم بأن الزوج يتحول لصديق قديم،و العاطفة تنطفئ إلى غير رجعة ،و تنشأ أخرى بسيطة تحتفظ بذكريات ممتنة بأنها عاشتها..و توجب العمل للأبناء و العائلة ،و بضمير الزوجة: " أصبح الحب السابق ذكرى عزيزة و زال إلى الأبد"








و هنا نتذكر صوفيا في يومياتها:
"لقد أمضيت حياتي كلها و أنا أسّخر كل ما أملكه من قدرات لأجل زوجي،و ضحيت بكل شيء.من أجل أسرتي لكن كان ذلك هو ما أتطلّع إليه.لقد كان قدري و وجهتي في الحياة ،أو لعلّني أستطيع أن أقول ذلك بشكل أفضل:إنها إرادة الله"



و أخرى تقول فيها 31 يوليو 1868:
"يعتريني الضحك لقراءة مذكراتي..فهناك الكثير من التناقضات كما لو كنت الأتعس بين النساء لكن الذي يجعلني أكثر سعادة هو عندما أكون في غرفتي و أصلي من أجل سنوات عديدة أخرى من السعادة عشتها بالرغم من هذا الشجار الذي أكتبه هنا"

أما عن ردها على سوناتة لكروتزر ،فقد كتبت رواية قصيرة بعنوان:Who's to blame
و قد ذكرت جريدة المدى عن نشرها بعنوان :خطأ من؟
كتبتها ما بين 1891-1894: تروي قصة "آنا" ذات 18 ربيعاً ،تنظر للزواج كاتحاد عقلين و روحين يتقاسمان حب الفلسفة و الفنون و يتمتعان بالنشاطات بأوقات الفراغ و يكرسان نفسيهما لأطفالهما. ترتبط آنا بصديق العائلة الأمير "بروزورسكي" الذي يكبرها بالضعف كما كان تولستوي.


و بحسب ما نشرته جريدة المدى عن ترجمة إنجليزية للبروفيسور مايكل.ر.كاتز في كتابه "تنويعات على سوناتة لكروتزر" أن هناك قصة أخرى لصوفيا كتبتها 1898 بعنوان: أغنية بلا كلمات
تتحرى فيها الحد المرن ما بين الانجذاب الفكري و الجنسي.حيث أن البطلة تجد العزاء في الموسيقى بعد ما تصاب بكارثة فقدان فرد من عائلتها،فتتعلق بمؤلف موسيقي .و هذا ما حدث مع صوفيا و صداقتها الشديدة بالموسيقي "سيرجي تانييف" الذي قضى صيفي عامي 1895-1896 في ياسنايا بوليانا .و ذلك بعد وفاة ابنها "فانيا"
جو الخلاف للقصتين يعكس بدقة زواج تولستوي.خاصة بعد الأزمة الروحية التي تعرض لها.
و هناك كتاب  للمؤلفة و الفوتوغرافية: ليه بندافيد فال  بعنوان:"أغنية بلا كلمات:فوتوغرافيا للكونتيسة صوفيا تولستوي و يومياتها"خلدت  فيه الكونتيسة حياتها و زوجها بكل ما تحمله من عفة و حساسية وألم و حب.







في آذار 1888 بعد أن وضعت صوفي ولدها الثالث عشر "فانيا" و التي كانت تهتم بشؤون المنزل  و حسن إدارته،أعطت وقت لإعادة نسخ محفوظات المجلد الثالث عشر من أعمال زوجها.و بعد أن وجدت سوناتة لكروتزر ،و رغم ما ألم بها ،أنقذت العمل عندما وقع بيد الرقابة الحكومية.و قد سافرت لسانت بطرسبرغ 1891.كي تترافع بقضية القصة أمام القيصر لتحصل على الرخصة و تضمنها ضمن كتابات تولستوي.


ما الذي نقوله عن حارسة أدب تولستوي،أهي الملامة أم الضحية؟
أم هي الملهمة التي أخرجت لنا هذه الأعمال الضخمة ببراعتها و غموضها و ندرتها .الشبه في معظم بطلات أعماله لصوفيا أو لصوفيا التي أرادها أن تكون  و ربما لصوفيا التي خاف تولستوي من ظهورها." نتاشا " في الحرب و السلم كانت الشابة التي سخرت حياتها لزوجها و أبنائها و حياتها بالريف.تاركة خلفها كل صخب موسكو و بذخ سانت بطرسبرغ."آنا كارنينا" و خيانة زوجها !

صوفيا عاشت معه بالريف 48 عام.
و أشرفت على وقت كتابته و على تصحيح طبعاتها و حتى حقوق نشرها.و على الأبناء و الأملاك و العلاقات .و لكنها لم تستطع تقبل أفكار ليف تولستوي و إيمانه ...



لعلّها كانت مشكلات زوجية حدثت بين معظم الأزواج و ما زالت.و لكن ليس كل الأزواج مثل عبقرية تولستوي.

و قد يكون كل ذلك محض صدفة أو أوهامنا التي نحسبها حقيقة من كثرة الشغف الذي نحمله لهؤلاء،تولستوي لوحده أعطيه عمر كامل ... و يا ليت هذا كافٍ .

و في النهاية أن العجيب في كلا العملين  سباقهما للواقع ،فالسعادة الزوجية تنبؤ بسنوات الزواج الأولى  لسونيا التي يدللها ليف و ليوفوتشكا  الذي تددله صوفي..كذلك  "سوناتة لكروتزر" التي أثارت غيرة ليف و أهلكت ما تبقى بينهما.عندما تعرفت صوفيا بالموسيقي "سيرجي تانييف"  سنة 1895 و ذلك بعد خمسة أعوام من نشر القصة !!


بعد أن نشر تذييله لسوناتا لكروتزر بقليل،سجل الكونت ليف في يومياته: "و إذا ما وُلد لي ولدٌ آخر ؟ فأي عار سيلحق بي أمام أولادي على الخصوص،لأنهم سوف يقابلون بالتأكيد بين تاريخ الولادة و تحرير سوناتة لكروتزر"

و رغم تناقضات "سوناتة لكروتزر" إلاّ أنها كما قال رومان رولان: "إنه لا يضاهيه أي عمل آخر لتولستوي"
الرحمة لروح النبي تولستوي ..و ليغفر لنا الله ما نقترفه بحقهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحياة ما بين الشر والخوف و الاعتياد

تدوينة ديسمبر المعتادة،تأجلت عشرات المرات وهأنا أتيقن بكل مرة أن هذا الفعل يجعلني أفقد الكثير. أتذكر الشعلة الزرقاء التي رسمها جبران لميّ زيادة. لا أدري ما السبب وما علاقتها بيّ. ولكن أشعر أن هذه حالتي مع الكتابة مادامت اللحظة حاضرة والشعور والمشهد فالإلهام يتّقد والحاجة الملحة لذلك تشتتني عن الواقع. وبكل مرة أترك تلك اللحظة تخبو الشعلة بداخلي وأصبح هشة والقلق يزداد وكما قال كيركجارد هو الذي أضلني في السنوات القليلة الماضية أصبحت الحياة تتسارع معي وكأنما هناك  أحد ما يعيشها بدلاً مني. اتخذت قراراتٍ عديدة للرحيل من مراحل ومحطات والقدوم إلى أخرى مختلفة تمامًا عمّا أفكر به وأتوقعه ولله الحمد معظمها كانت تستحق القدوم إليها وهذا العام تضمن بعض من هذه القرارات قبل نهايته هل فعلاً الإنسان مُسير لا مُخير؟ ما زلتُ بكل مرة أبحث عن إجابةٍ لهذا التساؤل  الشهور الثلاثة الأخيرة ضربت كل العالم بعرض الحائط مع ماحدث بغزّة وما زال يحدث، أمرٌ مريع أن تتيقن بأن البشرية وكل حضاراتها وكل فظاعتها بالتاريخ لم تزل على ماهي عليه من وحشية وهيمنة حتى هذه اللحظة. الآن أتذكر كتاب "الخوف السائل" لباومان،هذ

الوجود الضبابي: اعتذار مع سبق الإصرار

بداية لا أعلم لمَ أشرح كل هذا على الملأ،وقد ترددت كثيرًا في الحديث عنه،لأنني فعلاً لا أستسيغ التبرير (خاصة إن كان بالأمور الشخصية) ولكن يعز عليّ أن الأمر أصبح يزعج المقربون بالواقع وهنا. لذلك وجب الحديث..والله المستعان. الحالة التي سأتحدث عنها هي عادة النسيان و الإهمال بالعلاقة والغياب بلا أي سبب..كل ذلك يعود لطبع متجذر منذ الطفولة لا يعلمه غير أمي،حتى أنا نفسي وبوسط المعمعة لم ألحظه!وقد أدركته بالثلاث سنوات الماضية على يد أقرب الناس لي ،أدركته كحالة مزمنة تمَكْنت مني برضا تام و تجاوب من طرفي.و ما أكثر الاضطرابات التي سببها لي بمواقف عدة.و ما زال الحال نفسه. الشرود المباغت،أو لنسمه الشرود المبالغ بأمره. أمي كانت تكرر عليّ أي أمر تريده،بحال غيابها أو احتياجها لي..تكرره وهي تنظر لي على اتساع عينيها مرددة: سمعتِ،فهمتِ..أنتِ معي؟ مع أمي لم أشعر أن بي مشكلة،فكل الأمهات هكذا يرون أطفالهم مميزين.و ما حدث قبل ثلاثة أعوام،لم أجد نفسي سوى أني أشرح لصديقتي "منى"هالة تحيط بي وتسبب لي حرج و مشاكل مع الآخرين..ولكنها بذات الوقت تربطني مع نفسي بطمأنينة وثبات،ول

الحب في الوحدة

                           نهرب مما و نحن نحيا بكل هذه العذابات،نهرب مما و لا نشوة تعادل طيران تلك الفراشات بداخلنا القاحل،نهرب مما ونظرة كافية لأن نعيش عمرين لأجلها،نهرب مما وابتسامة تتسرب بدمنا تنعشنا و بذات الوقت تؤلمنا..تؤلمنا!؟ إنه الخوف . نخاف من الرفض،نخاف من الهجر..نخاف من أننا نحب أكثر مما ينبغي،نخاف من الضعف،من الشجن،نخاف من الألم ،من عدم مقدرتنا على تحمل ثقل الألم،على وحشة الفراق ..نخاف من ابتلاع ليالي الحنين ،من العجز ..من الاستسلام للحسرة الباردة،من الركام الذي فاض بالرماد بداخلنا.نخاف من الخيبة التي تميتنا ببطء،الخيبة التي تنسف كبريائنا ( الخيبة من النفس) نخاف من أن يلمس أحدهم ذلك الوتر الحساس،من قدرته على إدراك تلك الرعشة. و أخيرًا نخاف من الفقد..من رهاب الفقد. و لأجل ذلك نفضل الهرب..نعم الهرب. لماذا الخوف و الهرب؟ لأننا لا نعرف من نحبه جيدًا لا نعرفه..حتى نأمنه. ولكن هل بإمكان الهرب،مواجهة الوحدة؟ الوحدة العظيمة. لريلكه نص يجمع بين الوحدة والحب،بل ويربط بينهما للوصول للحب الطويل، الحب الأكثر إنسانية..قبل قراءة النص،أرجوك "أيها القارئ يا شبيه